الاثنين، 16 ديسمبر 2013

معجزات الأنبا صموئيل المعترف في الأسر


إزاء هذه التجربة الخطرة والضيقة العظيمة التي وقع فيها قلق جدًا وكان يقول في نفسه: حقًا أن في هذا خزيًا عظيمًا لي، وكان يتأوه ويبكى بكاء مرًا ويمزق أعماق قلبه مصليًا هكذا: "اسمع يا رب صلاتي وأنصت إلى تضرعي، من أقاصي الأرض صرخت إليك عند حزن قلبي، اسمع يا رب تنهدي وصغر نفسي وخلصني من هذه التجربة الشريرة التي لا يقوى على خلاصي منها إلا ذراعك القوى وقوتك غير المغلوبة. أصنع معي معجزة وارحمني وخلصني.."
1. شفاؤه شاب مقعد وطفل
وبينما هو كذلك إذا ملاك الرب ظهر له قائلا: "لا تبك، في القرية التي تدخلها مقعد مولود من بطن أمه كذلك وأبكم، المقعد لم يمشى قط والأبكم لم ينطق قط، وسوف يطلبون إليك شفائهما فابسط يديك إلى الرب وابتهل لأجلهما والرب سيمنحهما الشفا ويتمجد بك في هذه المعجزة".
كان المقعد عمره 18 سنة يسأل صدقه وظهر له الملاك في هيئة إنسان وقال له امض إلى شرقي القرية تجد صموئيل عيد سكرادس ورجله في الحديد مع الجارية. هو يصلى لأجلك ويمنحك الشفاء بقوة الرب يسوع. فلما سمع المقعد ذلك فرح فرحًا شديدًا وأتى إلى القديس. حينئذ صلى القديس وأمسك بيد المقعد. فقام على رجليه وانطلق إلى داخل القرية فرحًا ممجدًا لله.
ثم أنت امرأة عجوز وعها طفل عمره ست سنوات وكانت أصابع يديه ملتصقة بعضها ببعض وهو أبكم لا يتكلم، وبصلاة القديس عاد الطفل صحيحًا معافى.
St-Takla.org Image: Saint Samuel the Confessor, contemporary Coptic icon صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس الأنبا صموئيل المعترف، أيقونة قبطية حديثة

للوقت انحل الحديد مثل الشمع على النار وسقط من رجل القديس. أما الجارية فإنها خرست ونزلت بها شدة عظيمة ولحق بها مرض عضال أفقدها قوتها حتى أن خوفًا عظيمًا اعترى أهل القرية كلها.
ولما بلغ الخبر رئيس القرية قال لكبرائه. أن كان هذا الإنسان جعل المقعد يمشى والأخرس يتكلم فهو يستطيع أن يصنع الشر بكورتنا، فلنرسله بسرعة إلى كورته ولا نعود نمضى إلى كورة مصر دفعة أخرى ولا نأتي بأحد منهم إلى ههنا.
2- شفاء الجارية
حينئذ أتى البربري الذي جعل القديس أنبا صموئيل عبدًا له هو وامرأته وعبيده جميعًا لكي ينظروا ما كان، فلما رأوا الأعجوبة أخذهم خوف عظيم، وأمسك البربري بيد القديس وأدخله إلى بيته ولم بعد يثقل عليه بشيء حتى كان يمضى من ذاته إلى الحقل يرعى الإبل.
وبعد أيام كثيرة والجارية مقعدة خرساء تتلوى من العذاب أيقنت أن ذلك الشر العظيم لم ينلها إلا بسبب القديس، فأتت إليه وأمسكت بقدميه وقبلتهما طالبة إليه ببكاء شديد لكي يشفيها، فصلى عليها وبصلاته أنعم عليها بالشفاء، فوقع على مولاه "سكرادكس" خوف عظيم هو وجميع بنيه وكان يقول هذا إنسان سمائي روحاني.
وهكذا خلص من التجربة العنيفة المدمرة ونجا من الجارية الشريرة التي حاربته كثيرًا وضربها الرب بالمرض.
إن الذين يسيرون مع الرب يسوع ويتمسكون بحب الطهارة ويحملون نيره الحلو يخلصهم من كل تجربة ويحفظهم من كل سوء كما يقول المرنم في المزمور "كثيرة هي أحزان الصديقين ومن جميعها ينجيهم الرب.." وكما يقول أيضًا، جزنا في الماء والنار وأخرجتنا إلى الراحة، كما ذكرنا أيضًا هنا فيموقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.. وأيضًا قوله: .. الفخ أنكسر ونحن نجونا.
3- شفاء امرأة سكرادكس
وبعد أيام مرضت امرأة "سكرادس" وأنتاب جسدها قروح كثيرة وكانت تصرخ من شدة الألم، وكانت تحمل وتواضع "الشمس" لكي يبرئها ولم يحصل لها شيء من الراحة بل كانت تزداد ألمًا وكانت حالتها تنتقل من سيئ إلى أسوأ بسبب "الشمس" خاطبت زوجها قائلة: "لماذا لا نتبع هذا الرجل الروحاني لكي يشفيني أفضل من أن أظل هكذا حتى أهلك".
قال لها زوجها أنا أخشى سيدنا الشمس لئلا يغضب علينا وعلى جميع أولادنا. قالت: "ليتني أشفى من أوجاعي المرة وليأت ما يأتي" فاهتم بالأمر وأحضر القديس أنبا صموئيل إلى القرية وحين رأته امرأة سكرادكس صرخت ببكاء قائلة: حسنًا قدومك يا صموئيل الرجل الصالح، أشفى كما شفيت الأخرس. ابتدأ القديس في الصلاة لأجلها طالبًا من الرب يسوع شفاءها، وشفيت من جميع أسقامها وكمل المكتوب، يضعون أيديهم على المرضى فيشفون.
ولما نظر البربري ذلك وان امرأته شفيت من مرضها صرخ قائلا: "واحد هو إلهك وليس إله سواه وطلب إليه بحرارة أن يصفح عن كل ما صدر منه من إساءة".

واعترفت المرأة وقالت لا أعود أسجد للشمس لأنه لم يبرئني من مرضى وأشارت على زوجها أن يطلق سبيل القديس ليذهب إلى كورته.

كلمات مديح الأنبا صموئيل المعترف  

1- في صفوف المعترفين
فخر المجاهدين
     نجم بين القديسين
بنيوت افا صموئيل
2- بدعوة الهية
قصدت البرية
    في محبة نارية
بنيوت افا صموئيل
3- ملاك كله طهارة
إقتادك بمهارة
    لإسقات انبا مقار
بنيوت افا صموئيل
4- لشيخ بين الرهبان
ناسكًا كل الزمان
    قهر العدو الشيطان
بنيوت افا صموئيل
5- نصحك بالبتولية
والمحبة النقية
    والتواضع بوصية
بنيوت افا صموئيل
6- أعطيت بنعمته
ضعفين من روحه
    عند نياحته
بنيوت افا صموئيل
7- زدت من اتعابك
وقهرت لذاتك
    وحبك لالهك
بنيوت افا صموئيل
8- نلت ابوة انطونيوس
محبة مقاريومس
    وايمان ديسقوروس
بنيوت افا صموئيل
9- برائحتك الذكية
وعشرتك الالهية
    ملأت البرية
بنيوت افا صموئيل
10-علمتهم الرهبانية
والحياة النسكية
     وتعاليم الارثوذكسية
بنيوت افا صموئيل
11-ارسل القوقس بيان
مكتوب من الشيطان
     الي الاباء الرهبان
بنيوت افا صموئيل
12-يقول بطبيعتين
وغير متحدين
    للرب الفادي الامين
لإلهنا عمانوئيل
13-هدد بقتل ووعيد
من يعترف بالابن الحويد
     ويتبع باباه الحبيب
الانبا بينيامين
14-هجم علي الصحراء
الاشرار الاقوياء
     ورفضت بشمم وابادة
بنيوت افا صموئيل
15-اعترف بالمسيح
اعتراف صادق صريح
     ومزقت التصريح
بنيوت افا صموئيل
16-طبيعة نقية واحدة
لاهوتية وناسوتية
     متحدة بالكلية
بنيوت افا صموئيل
17-الكلمة صار جسدًا
الإله صار معنا
     وراينا مجده مجدًا
بنيوت افا صوئيل
18-ضربوك بايدي قوية
جلدوك في وحشية
    الايمان وديعة غالية
بنيوت افا صموئيل
19-اعترف بايمان ويقين
بيسوع برجك الحصين
     قلعوا عينك اليمين
بمنيوت افا صموئيل
20-اوصيت اربعة رهبان
ليحفظوا الايمان
     اتخذوا القلمون مكان
بنيوت افا صموئيل
21-قدسته بصلاتك
ودموعك ومطانياتك
     وصلبك لذاتك
بنيوت افا صموئيل
22-حاول البربر المتجبرين
كسر نزر البتولية
     صرخت ليسوع المسيح
بنيوت افا صموئيل
23-مر بك كسيح
بقلب جريح كئيب
     شفيته بقوة المسيح
بنيوت افا صموئيل
24-صرت ينبوع شفاء
لكل مرض وداء
     حتى البربر والاعداء
بنيوت افا صموئيل
25-قائد البربر الجبار
سألك ايها البار
     زوجتي عاقر محتار
بنيوت افا صموئيل
26-طلبت من الله الاب
بايمان غير مرتاب
     فوهبهما الانجاب
بنيوت افا صموئيل
27-عدت لأولادك
ليتعلموا جهادك
     وفزت بامجادك
بنيوت افا صوئيل
28-اذكرنا في الصلاة
امام عرش الإله
     ليرحمنا نحن الخطاة
بنيوت افا صموئيل
29-صلي عنا للديان
يثبتنا في الايمان
الي اخر الازمان بنيوت افا صموئيل
30-احفظ يا رب بطركناوشركاؤه اساقفنا
ورهبانا وكهنتنابصلاة الانبا صموئيل

القديس الأنبا صموئيل المعترف *


St-Takla.org Image: Right to left: Saint Samuel the Confessor, Saint Yoannes the priest of Sheheat, and Abba Noder - ancient Coptic fresco from St. Makarios Monastery, Egypt. From the paintings of St. Michael Church, at the ancient fortress of the monastery صورة في موقع الأنبا تكلا: من اليمين لليسار: القديس الأنبا صموئيل المعترف، أنبا يؤنس قمص شيهيت، وأبا نوفر - لوحة فريسكو حائطية أثرية في دير القديس العظيم أنبا مقار في مصر - من الرسوم الجدارية بكنائس الحصن الأثري: كنيسة الملاك ميخائيل بالطابق الثالث

نشأته:

وُلد هذا القديس حوالي سنة 597 م. بوعد إلهي لوالده التقي القس سيلاس، وذلك في بلدة مليج النصارى مركز شبين الكوم. اهتم والده بتربيته تربية مسيحية، ولما بلغ الثانية عشرة من عمره كان يمارس أصوام الكنيسة بنسك شديد. وقيل أنه وهو في هذه السن المبكرة كان يصوم إلى الغروب، كما كان مواظبًا على الصلاة وملازمًا للكنيسة فرُسِم أغنسطسًا (قارئًا). ولما كبر أراد والداه أن يزوّجاه لكنه أبى وصارحهما بأنه يريد أن يكون راهبًا. وكانا إذا أكثرا عليه الكلام بخصوص الزواج يبكي ويقول لهما: "إذا أوجعتما قلبي بهذا الكلام فسأمضي إلى البرية ولا ترونني". فلزما الصمت، وقالت أمه الطوباوية قسميانه: "إننا نفرح إذ يجعلنا الله مستحقين أن يكون لنا غُرس مبارك في أورشليم السمائية".

رهبنته:

بعد نياحة والديه قصد برية شيهيت حوالي عام 619 م.، وتوسّل إلى الله أن يرشده إلى أين يذهب، فأرشده بملاكٍ إلى دير القديس مقاريوس، حيث تتلمذ على أب ناسك قديس يدعى أغاثون الذي رهبنه وألبسه الإسكيم الرهباني.
كان يقتفي أثر معلمه الروحاني، فكان يصوم ولا يأكل إلا مرتين في الأسبوع، وكان لا يأكل خبزًا مدة الصوم الكبير. وكان حارًا في صلواته مداومًا على القراءة في الأسفار الإلهية وسير الآباء القديسين. وكل من كان يراه كان يتعزّى من منظره. وبعد أن أقام عند أبيه الروحي الأنبا أغاثون ثلاث سنوات تنيّح الشيخ، فانفرد متوحدًا وزاد في جهاده، ورسموه قسًا على كنيسة القديس مقاريوس بالإسقيط.
St-Takla.org Image: Saint Samuel the Confessor صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس الأنبا صموئيل المعترف

في زمان حكم المقوقس الحاكم والبطريرك الملكاني على مصر، وفي حبرية البابا بنيامين الثامن والثلاثينجددوا اضطهاد الأقباط، وحاولت الدولة الرومانية بكل وسائلها إخضاعهم لقبول طومس لاون أسقف روما وقرارات مجمع خلقيدونية. وصل رسول من عند المقوقس إلى دير أبي مقار ومعه طومس لاون المذكور وقرأه على مسامع شيوخ الدير ثم سألهم: "أتؤمنون بهذا الإيمان المكتوب الذي قرأته عليكم؟" أما الرهبان فلزموا الصمت. اغتاظ رسول المقوقس وصاح في الرهبان: "أما تتكلمون بشيء أيها الرهبان العُصاة؟" عندئذ أخذت غيرة الرب الأنبا صموئيل وأمسك بالطومس وقال للرهبان: "يا آبائي لا تخافوا ولا تقبلوا هذا الطومس. محروممجمع خلقيدونية ومحروم لاون المخالف، ومحروم كل من يؤمن بإيمانه" ثم مزّق الطومس ولعن كل من يغيّر الإيمان المستقيم.
غضب رسول المقوقس الذي كان من رجال الحكومة وأمر أتباعه أن يعذبوه ويضربوه، فضربوه ضربًا مبرحًا بالسياط حتى أصابت إحدى عينيه فقُلِعت، وكانت الدماء تسيل منه بغزارة، وحينئذ قال له القائد: "اعلم أن فقْأ عينيك هو الذي نجّاك من الموت. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ). وأنا مكتفِ بذلك". ثم طرده من الدير فأتاه ملاك وعزّاه وأمره بالذهاب إلى إقليم الفيوم ليُقيم في الجبل المسمّى القلمون جنوبي إقليم الفيوم، وبالفعل مضى وسكن هناك.

سبيه:

تعرّض هذا القديس لتجربة مُرّة: سُبي مرتين بواسطة البربر وفي المرة الثانية قدموه لرئيس كورتهم ويدعى زكردش، حيث التقى بالقديس يحنس قمص شيهيت. وكان هؤلاء البربر يعبدون الشمس، وحذّر الأنبا يحنس الأنبا صموئيل من هؤلاء البربر، وقال له إنه نالته آلام كثيرة بسبب محاولة إخضاعه لعبادتهم.
لما طلب الرئيس البربري من أنبا صموئيل أن يسجد للشمس حال شروقها رفض، فغضب عليه وضربه ضربًا مبرحًا، ثم أوثقه في إسطبل للجمال وتركه مقيدًا لمدة خمسة أيام بدون طعام أو شراب، بعده أطلقه سيده ليرعى جماله في الحقل. وكان يتعزّى برفقة الأنبا يحنس.

محاولة إلزامه بالزواج:

St-Takla.org Image: Saint Samuel the Confessor صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس الأنبا صموئيل المعترف
St-Takla.org Image: Saint Samuel the Confessor
حسده الشيطان ودبّر له تجربة جديدة، فتكلم في قلب سيده أن يطلب إلى أنبا صموئيل الزواج بإحدى جواريه لينجب منها عبيدًا، ولما عرض عليه سيده أمر الزواج قال له: "إني مستعد أن أقبل كل شيء تصنعه بي إن كان نارًا أو سيفًا، فأفضل لي أن أموت ولا أدنّس إسكيمي وأصير غريبًا عن ملكوت الله". فقال له سيده: "لقد جلبت لِنفسك عذاب الموت، ولست أعذّبك في بيتي لكي تموت سريعًا، بل أربطك في شجرة السنط وأتركك بلا طعام أو شراب حتى تقبل الزواج من الجارية".
نفّذ ذلك السيد وعيده وربط القديس في شجرة السنط، وتركه مدة بدون طعام أو شراب محتملًا حر النهار وبرد الليل ومع ذلك لم يَلِن عزمه.
دبّر الشيطان له تجربة أخرى فتكلّم في قلب ذلك السيد الشرير أن يقيّده بقيد حديدي مع الجارية التي اختارها. وبالفعل وضعوا قيدًا حديديًا في رجل القديس اليمنى ورجل الجارية اليسرى، وأرسلهما على الحال ليرعيا الجمال في الحقل. وهكذا كانا يسيران معًا ويرقدان معًا لا يبرح القيد رجليهما، وفي كل ذلك كان الأنبا صموئيل يزداد قوة وشجاعة.

إنقاذه من التجربة:

كان القديس يتوسل إلى الله بدموع لكي ينقذه من هذه التجربة المرة، والرب دبّر إنقاذه بأن أعطاه موهبة شفاء الأمراض، فقد أقام مقعدًا وشفى طفلًا كانت أصابعه ملتصقة وأبكم، وشفى الجارية التي كانت مقيّدة معه من مرض الجذام الذي أصابها، كما شفى امرأة رئيس هؤلاء البربر الذي كان جسمها مضروبًا كله بالقروح وذلك بكلمة واحدة: "ربي يسوع المسيح يشفيكِ من مرضك".
بعد أن عاين سيده كل هذه المعجزات خاصة مع زوجته طلب إليه أن يسامحه في كل شر وأراد أن يكافئه فطلب منه العودة إلى ديره.

العودة إلى ديره:

فكّ رئيس هؤلاء البربر أسره وأرسل معه من أوصلوه إلى ديره، وكان مسيرة سبعة عشر يومًا، وفي الدير دخل الكنيسة وقدّم الشكر لله.
تراءت له السيدة العذراء في الكنيسة وشجّعته، وكان معها أشخاص نورانيون الذين سألوها إن كان البربر يفِدون إلى هذا الموضع ثانية فقالت لهم: "لا يكون هذا بعد الآن من أجل الشدائد التي تحمّلها صموئيل الناسك بالحقيقة، فإن ابني الحبيب يحفظه ويثبته".
فرح الأنبا صموئيل كثيرًا بهذه الرؤيا واستأنف نشاطه واجتمع حوله تلاميذ كثيرون. وأخيرًا بعد جهاد حسن تنيح بسلام في اليوم الثامن من شهر كيهك.


القديسة بربارة

نالت شهرة فائقة في الشرق والغرب. احتملت الكثير من أجل إيمانها، وبسبب ثباتها آمنت القديسة يوليانة بالسيد المسيح بل وتقدمت للاستشهاد. تعيد لهما الكنيسة القبطية في 8 كيهك، وتعيد لهما الكنيسة الغربية واليونانية في 4 ديسمبر.
:نشأتها
وُلدت في قرية جاميس التابعة لمدينة ليئوبوليس بنيقوميدية، في أوائل القرن الثالث في عهد الملك مكسيمانوس الذي تولى الملك سنة 236 م.، وكان والدها ديسقورس شديد التمسك بالوثنية ويكره المسيحيين. لما شبت بربارة خاف عليها والدها من مفاسد العصر نظرًا لما كانت تتصف به من جمال فتان، ووضعها في قصر يحيط به العسكر ملأه بالأصنام، وجعل فيه كل أنواع التسلية.
كانت بربارة تتلقي أرفع العلوم، محبة للتأمل، إذ اعتادت أن ترفع نظرها نحو السماء تتأمل الشمس والقمر والنجوم، تناجي الخالق الذي أوجد الأرض وكل ما عليها لأجل الإنسان.
أرشدها بعض خدامها من المسيحيين إلى العلامة أوريجينوس فاشتاقت أن تلتقي به. وبالفعل إذ زار تلك البلاد التقت به فحدثها عن الإنجيل، فتعلق قلبها بالسيد المسيح، ونالت المعمودية دون أن تفاتح والدها في الأمر. التهب قلبها بمحبة الله فنذرت حياتها له، واشتهت أن تعيش بتولًا تكرس حياتها للعبادة.
تقدم لها كثيرون من بينهم شاب غني ابن أحد أمراء المنطقة ففاتحها والدها في الأمر حاسبًا انه يبهج قلبها بهذا النبأ السعيد، أما هي فبحكمة اعتذرت عن الزواج. وإذ كان والدها مسافرًا لقضاء عمل ما أرجأ الأمر إلى حين عودته لعلها تكون قد استقرت في تفكيرها.
طلبت منه أن يبني لها حمامًا قبل سفره، فلبَّى طلبتها، وفتح لها نافذتين لزيادة الإضاءة، أما هي فحولت الحمّام إلى بيت صلاة، متعبدة لله بصلواتٍ وأسهارٍ وأصوامٍ بلا انقطاع. حطمت كل الأوثان، وأقامت صليبًا على الحمام وعلى أعلى القصر، كما فتحت نافذة ثالثة، وكما جاء في الذكصولوجية (تمجيد) الخاصة بها: “نور الثالوث القدوس أشرق على هذه العذراء القديسة بربارة عروس المسيح”.
:أمام قسوة والدها
إذ رجع والدها لاحظ هذا التغيير الواضح، فسألها عن سبب ذلك. صارت تكرز له بالإيمان بالثالوث، كيف يجب أن نؤمن بالله الواحد المثلث الأقانيم، فاستشاط غضبًا وأخذ يوبخها بصرامة، أما هي فلم تبالِ بل في صراحة ووضوح كانت تتحدث معه عن إيمانها وبتوليتها، فثار الوالد وانقض عليها وجذبها من شعرها وهمّ ليضربها بالسيف، فهربت من أمام وجهه وانطلقت من باب القصر، وكان أبوها يركض وراءها. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ). قيل أن صخرة عاقتها في الطريق لكن سرعان ما انشقت الصخرة لتعبر في وسطها، ثم عادت الصخرة إلى حالها الأول. أما والدها إذ رأى ذلك لم يلن قلبه الصخري بل صار يدور حول الصخرة حتى وجدها مختبئة في مغارة، فوثب عليها كذئب على حمل، وصار يضربها بعنفٍ، ورجع بها إلى بيته. هناك وضعها في قبوٍ مظلم كما في سجن.

الأحد، 15 ديسمبر 2013

دير الانبا متاؤس الفاخورىباصفون باسنا

دير الأنبا متاؤس الفاخورى بأسنا غرب بلدة أصفون فى الصحراء الغربية ويبعد عنها بحوالى 6 كم كما يبعد عن إسنا إلى الشمال الغربى بحوالى 25 كم

و للدير حصن قديم عالى ويرى من مسافة بعيدة ويقال ان الحصن شيده احدى الملوكحينما شفى القديس زوجة هذا الملك ( احدى الملوك لم يتم ذكره )
والمبانى الباقية من الدير القديم هى الكنيسة الاثرية والحصن القديم ومبنى قلالى قديم وجزء من الاسوار
ترجع الاجزاء القديمة من الكنيسة الى القرن 12م وتتكون من هيكل اوسط وهيكليين جانبيين صغيرين يتوسطه قبة عالية تحيطها قباب منخفضة ومبنى القلالى
ويتوسطه طرقة عريضة وعلى جانبيها الحجرات اما الحصن فصغير نسبيا
حوائط الدير مزينة بالرسومات الفرسك التى قام المعهد الفرنسى للاثار الشرقية بدراستها والنشر عنها فى مجلد خاص باديرة اسنا
وفى عيد الصعود من الخماسين المقدسة الذى يوافق عيد نياحة القديسالانبا باخوميوس الذى هو اسس هذا الدير قبل نياحته فى سنة 438م ويحتفل الدير بهذه المناسبة
وقد تم الكشف عن جسد القديس متاؤس الفاخورى فى هذا الدير وتم عمل المزار اللائق به كشفيع عظيم للدير وقد ذكر المؤرخ ابو المكارم بالقرن 12م والمؤرخ المقريزى بالقرن 15م والمؤرخ فلانسلب عام 1672م

يرى الدير وحصنه العالى من على بعد وتوجد آثار كنيسة قديمة للسيدة العذراء ، وقد كانت كنيسة الدير عند بدء إنشائه .

إهتم قداسة البابا شنودة الثالث الـ 117 بهذا الدير فإنتدب القمص بموا الأنبا بيشوى لتعمير دير الأنبامتاؤس الفاخورى بأسنا سنة 1976 م ويضم الدير رفاة القديس متاؤس المتوحد .

وقد إهتم القمص بموا بتوصيل الماء والنور إلى داخل الدير ، وشجع بعض الشباب للتكريس والرهبنة .

إنتدب قداسة البابا نيافة النبا امونيوس أسقف الأقصر وأسنا بتجديد الدير ، فأسس فيه بيتاً للخلوة الروحية وجدد أسواره الخارجية ، ونظم إجتماعات دورية للكهنة غإجتماع بهم ومناقشة أمور الخدمة بالإيبارشية ، وشجع أفراد الشعب لزيارة الدير


والدير على أسم القديس متاؤس المتوحد ، وتوجد فيه كنيسة واحدة أثرية وبجوارها حجرة بها جسد القديس متاؤس

الحصن

كباقى الأديرة الأثرية يوجد ايضاً بهذا الدير حصن أثرى بإرتفاع 20 متراً وهو سليم ، وتوجد ثمانى قلايات (مساكن) للرهبان وتصلح للإقامة فيها ، ويستخدمها الزوار للمبيت ، كما توجد خمس قلايات (مساكن) أخرى تفتح للخارج .

مساحة الدير حوالى فدانين ، وله زمام أكثر من 38 فدان طرف القمص مرقس فاخورى .

ويوجد أثار سور متهدم خارج المبنى (1976) ويضم حوالى خمسة أفدنة توجد بجوار الدير .
  1. قصة حياة القديس الأنبا متاؤس الفاخورى صديق الوحوش

    مولده
    ولد القديس ببلدة الأقصرين(الأقصر حالياً)


    من أبوين مسيحيين تقيين أسمياه(متاؤس) أى(عطيه الله). علماه الأداب المسيحية فنمى القديس فى جو روحانى،تعلم القديس من والده صناعة الفخار للك إشتهر بإسم الفاخورى.تنيح والداه وهو طفل صغير.

    رهبنته
    كان الفتى متاؤس محباً لحياة الوحدة،فكان يتردد كثيراً على ديرالأنبا إسحق السائح بجبل أغاثون (دير الشهداء حالياً) بمدينة إسنا،وأيضا كان يذهب الى أديرة الأنبا باخوميوس المنتشرة فى جبال إسنا وأصفون،ثم أبدى رغبته فى الرهبنة لأحد شيوخ الرهبنة الأتقياء (الأب مرقس) فعلمه أصول الرهبنة ومبادئها حتى أتقنها جيداً،وسمح له بالتوحد فى أحد المغائر البعيدة عن الدير بحوالى ستة كيلو ، فعاش فيهاناسكاً عابداً فترة طويلة حتى تآنست به الوحوش وصارت تعيش معه فى المغارة (لذلك ترسم صورته ومعه الضبعين الذين أقاما معه لمدة اثنتى عشرة سنة).
    بالرغم من القامة الروحية العاليه التى للقديس الا أنه كان يحيا حياة المسكنة الروحية والإتضاع لذلك دعى(متى المسكين)


    ،وكان أبوه الروحى يستدعية ليستشيره فى أمور الدير والرهبان، لعلمه بحكمته وإفرازه وبعدها يهرب القديس الى المغارة مره أخرى.

    رئاسته للدير
    بعد نياحة الأب مرقس أبوه الروحى أجمع الرهبان على إختيار القديس متاؤس أباً ورئيساً لهم لخبرته فى النسكيات والجهاد الروحى. 
    لما تقلد القديس هذه المسئولية قام بتعمير الدير رهبانياً حيث كثر عدد الرهبان فيه، وأقام نهضة عمرانية بالدير حيث أقام المبانى الضخمة والأسوار حول الدير، واعترافاً بفضله دعى الدير بإسمه.
    أعطى الله القديس مواهب كثيرة مثل:شفاء المرضى وإخراج الشياطين ومعرفة الغيب وقامة الموتى وغير ذلك. حتى ذاع صيته،وامتلأ ديره من الزوار وطالبى الأرشاد،ووصل صيت القديس الى أقصى النوبه. وأهم مايميز هذا القديس البار أنه لايميز بين الآتين اليه من جهة الجنس أو الدين بل كان يخدم الكل ويضيف الجميع على مائدته.

    نياحته
    بعد أن أمضى القديس تسعون عاماً فى الرهبنة بين جهاد ونسك وإرشاد لأولاده الرهبان،رأى رؤيا عظيمة وقصها على أولاده، وقال:رأيت الأنبا أنطونيوس والأنبا مكاريوس والأنبا باخوميوس والأنبا شنوده رئيس المتوحدين ينادون ويقولون لى: تعالى إلينا، فقمت ومشيت معهم الى أن وصلت الى مكان ودخلت فيه معهم ووجدت جمعاً كثيراً مهيب المنظر جداً ،قد أتوا ليسلموا على وقالوا لى :مرحباً بقدومك الينا هوذا اليوم تجيء وتسكن معنا فى الفردوس،ثم رأيت حصناً عظيماً منيعاً وبابه عاليا جدا وهو مرصع بالجواهر الكريمة والذهب، فلما وصلت للباب سمعت صوتاً يقول: إفتحوا باب الدار ليدخل متاؤس، أما انا لما سمعت هذا الكلام تخوفت، ثم دخلت وأنا بخوف شديد، فرأيت ساحات عظيمة حتى ظننت أن كل ساحه تساوى ميلين او ثلاثه فى الطول، ثم رأيت كراسى متلاصقة بعضها ببعض وجماعة عظيمة من الرهبان جالسين عليها وهم منيرون جداً أما أنافقلت للذين يسيرون معى: يا ساداتى من هم الجالسون على هذة الكراسى العظيمة؟ فقالوا لى هؤلاء الذين تراهم هم أباء الاسكيم المقدس وأباء الرهبان، كل واحد منهم جالساً وسط أولاده اللابسين إسكيم الرهبنة الملائكى، ثم قالوا لى : أنظر الى هؤلاء الأربعة النورانيين إنهم: القديس الأنبا أنطونيوس أب جميع الرهبان، والقديس مكاريوس الكبير أب جبل شيهيت، والقديس الأنبا باخوميوس أب الشركة، والرابع هو القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين،
    بعد ذلك أخذونى وأقامونى قدامهم بخوف عظيم فتقدمت وسجدت قدامهم فقال لى واحد منهم وكان بيده منشور: 
    يا متاؤس، فقلت نعم ياأبى وسيدى، فقال لى قم مسرعاً وأمض الى ديرك لأنهم سوف يسألونك عنه وعن أولادك الرهبان الذين فى الدير وعن أفعالهم وعن صلواتهم التى يقدمونها لله، وبالأكثر عن الصدقة التى يوزعونها على باب الدير لأن عندهم فى ذلك توان وكسل ،واعلم ان هذا مطلوب منك فى اليوم السابع من شهر كيهك ، 
    وكانت هذة الرؤيا فى اليوم الثالث منه.
    أما أنا ياأولادى فلما استيقظت من الرؤيا جمعتكم الى هنا لأقص عليكم مارأيت. والأن عيشوا بعضكم مع بعض فى محبة لأنى ماض الى الله وأقرئكم السلام بإسم يسوع المسيح لأنى بعد ثلاثة أيام أنتقل من هذا العالم الزائل، واسأل الرب ان يحفظكم من تجارب العدو، وبعد أن أكمل القديس وصيته لأولاده الرهبان، ثقل عليه المرض فالتف حوله أولاده الرهبان ليتباركوا منه وكانوا يقدمون له القوت فكان يرفض ويقول (حى هو الرب يسوع المسيح أنى لاأكل ولاأشرب مادمت فى هذا العالم الزائل حتى التقى بأبائى القديسين: أنبا أنطونيوس وأنبا مكاريوس وأنبا باخوميوس وأنبا شنوده، وأقدم لهم كمال رهبنتى وأرجو من الرب أن يسامحنى ).
    ثم أن القديس بات تلك الليلة متعباً جدا وعند اشراق شمس اليوم السابع من شهر كيهك المبارك فتح القديس فمه وأسلم روحه الطاهرة ومضى الى النعيم السرمدى، وللوقت فاح من جسده الطاهر عطر طيب فائق الرائحه؛ فبكى أولاده وكفنوه وصلوا عليه ودفنوه باكرام فى مقبرة خاصه فى ديره...

    ملخص
    عاش القديس فى القرن الثامن الميلادى،وكان عمره عند نياحته مائه وخمس سنين ، وهى كالتالى عشر سنوات فى العالم، وخمسه وأربعون سنة راهباً، وخمسين سنه رئيساً للدير.
    وتعيد له الكنيسة فى اليوم السابع من شهر كيهك المبارك من كل عام، ويقام احتفال روحى سنويا بديره فى جبل أصفون-اسنا-محافظة قنا
    (بركة صلاته فلتكن معنا أمين)
  2. فى كنيسه المنتصرين الاطهار الغالبين 
    يصطع كل حين
    ولد ف الاقصرين ابواه كانا مسيحيين 
    للرب عابدين
    طلب الرب ف صباه من القلب يترجاه 
    دائما يبغى رضاه
    احب البتوليه وهدوء البريه 
    ناظرا للابديه
    ذهب الى اصفون حيث الرهبان يقيمون
    فباركه القديسون
    البسوه الاسكيم بتهليل عظيم
    طوباك ايها الحكيم
    احبه الرهبان تبارك به المكان 
    صارت البرارى بستان
    ازداد ف النسكيات الصوم والصلوات
    مع دموع وميطانيات
    عاش حياته بالتدقيق وذكر الموت رفيق
    والمسكنه هى الطريق
    عيناه كالينبوع تفيضان بالدموع 
    محبته ليسوع
    كان ف الفخار يعمل بيديه بلا كسل 
    لم يصيبه الملل
    صنع لنفسه مغارة يعمل بحرارة
    صار للوحدة منارة
    مثل ادم ابيه اتت الوحوش اليه
    فأطعمهم بيديه
    الشياطين حاربوه طالبين ان يرهبوه
    لكن لم يغلبوه
    صار رئيسا للدير أهتم بالتعمير
    أحسن التدبير
    كان يرحم المساكين ويريح المتعبين 
    يرشد الضالين
    بأسم رب القوات صنع المعجزات 
    وأقام الأموات
    رأى الأنبا أنطونيوس منيرا ف الفردوس
    وباخوميوس ومكاريوس
    أولاده أوصاهم للرحمه دعاهم 
    بركته أعطاهم
    ترك عالم النحيب رحل الى الحبيب
    ففاح منه الطيب
    أخبرنى يا أبتاه كيف كانت الصلاة
    تدخل الى عرش الله
    كيف كان الرب يسكن كل القلب
    يملئه بالحب
    حدثنى عن البر وقداسه الفكر 
    والعفه والطهر
    كيف أكملت الناموس بمحبه القدوس
    ورحمه النفوس
    كيف حاربت الشياطين بقلب قوى لا يلين
    هزمت الملاعين
    يا صاحب أطهر حواس ياملاك شبه الناس 
    حياتك قدس أقداس
    يا أسد ف الجبال يا عظه بلا أقوال
    صرت لنا مثال
    يا عظيم ف النساك تحلو لنا ذكراك
    حين نصرخ طوباك
    يا عظيم ف القديسين يا ضياء للسمائيين
    أشفع فينا كل حين
    يارب أحفظ بطركنا وشركاؤة أساقفتنا 
    بصلوات شفيعنا
    أذكر كل أولادك أذكرهم ف صلاتك 
    وأشملهم بمعونتك
    تفسير أسمك ف افواه كل المؤمنين الكل يقولون يا اله
    الأنبا متاؤس أعنا أجمعين